بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
فكلما أخذتُ في القراءة كلما ازداد ادراكي لحجم ما يغيبُ عني من العلم ! كأن كتب البشر لا نهاية لها, رغم أنها محدودةٌ منتهية .. فكيف بعلم الله الأزلي المطلق ؟!
فيتملكني إذ ذاك شعورٌ يقينيٌّ بضيق الوقت .. وأن الحياة بطولها وعرضها مهما عمَّر فيها ابنُ آدم فإنه لا يدركُ فيها غايةَ أملِهِ حتى يدركه الموت ! كيف لا وقد أخبر عن هذا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" .. فعن عبد الله رضي الله عنه، قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: " هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا " صحيح رواه البخاري.
فليكن أملنا في الآخرة وعملنا لها سابقاً على ما عداه .. فإن الدنيا ستفنى يقينا وسنفنى كذلك وتفنى معنا آمالنا فيها .. ما نجحنا في احرازه منها وما لم ننجح ! ولا يبقى إلا ما كان خالصاً لله .. فالواجب الحذر .. رزقنا الله وإياكم الإخلاص وحسن العمل ..
د.إسلام طعيمة