فى زيارتى الأخيره لمعرض الكتاب بالقاهره وكنت فى صحبه رائعه ونحن نتجول فى المعرض المكشوف ومنغمسن فى القصص والروايات العربيه والمترجمه..........إذا بصوت غض طرى يتسلل إلى أذناىِ تتبعت مصدر الصوت
وتنسمت نغماته كرائحه سمن الهانم فى طبخه متكامه الصنعه
فإذا بى أتبينه بعدما خرجت من ساحه العرض المكشوف الى الشارع المجاور...(إنك لا تهدى الأحبه والله يهدى من يشاء)
كانت هذه هى الجمله الوحيده والتى دامت لأكثر من 4 دقائق متصله ينشدها المطرب الشاب بأصوات مختلفه ويكأنها خارجه من كمانجات مختلفه...وجدت طريقها إلى فأخرجتنى من جو الناس وافردتنى وحيدا.. أجوب الطرقات هائما متنسما لهذا الصوت الذى غرق فى بحور ذاكرتى ليعود بى الى الماضى السحيق يوم أن أحببتها نعم ولم استطع أن اهديها
نعم كانت هذه الكلمه مفصله على مقاس حكايتى القديمه
الان انا فى دهاليز ذاكرتى وهاأنا ذا الان فى الصف الثانى الثانوى وجالس فى غرفه درس الفرنساوى
وهى نعم هى تجلس بجوارى ولكنها لا تنظر الى المدرسه حيث تشرح ولكن تنظر الى فقد كنت أنا عالمها الذى ملئ عليها حياتها
وفى ذات المرات أخذت بالى من ذلك السهم المسدد تجاهى من عين بريئه حانيه ..ارتبكت واقشعريت وسرت فى أوصالى النظره الى أن استقرت فى قلبى وأورثتنى حبا لا يزول مع زوال الأيام
وتعاهدت عينانا على عدم الفراق وعلى الإستمرار سويا رغم مكائد الزمان
وبأحلام الصبا تنقلنا وذهبنا الى الأسكندريه غير مكترثين بأعراف البلد ولا بتقاليد العائله ولا بشئ.... فقط حلمنا الذى حلمناه
ومعا كنا سويا وعلى الشط سرنا معا وعلى الصخره جلسنا كثيرا لدرجه ان جنبات الصخره كلها تشهد لنا بالوفاء وتحفظ اسمينا عن ظهر قلب
عدنا من رحلتنا سعيدين وافترقنا على لقاء
وتجدد العهد مره فأخرى وفى كل يوم بعد درس الفرنساوى
ومن ثم كانت الصدمه ففى يوم انتظرنا أخوها فقد كان يعلم مسبقا بعلاقتنا البريئه والتى لوثتها إدعاءات الحاقدين وإرهاصات الغادرين
وفرق بينى وبينها وأرغمها على نسيانى وأجلسها من درس الفرنساوى وأحظر لها مدرسين خصوصين كى لا أراها ولا ترانى
ومزودا بسلطه قهريه استمدها من امتيازات أعطاها له والده سيطر عليها
وأبعدها عنى
ظللت بالأيام أتنسم عبيرها دون جدوى
وبعد مرور عام ...كانت قد تحررت من سطو أخيها
ولكنها قد تغيرت تماما فقد أصبح قلبها أشد قسوه من ذى قبل
حاولت معها ولكن دون جدوى
هى تحبنى وأكثر من ذى قبل ولكن حب الله انتزع من قلبها
اصبحت لا تصلى وتسمع الأغانى والطهر الذى أحببته فى قلبها لم أجده كما عهدته
نصحتها ولكن دون جدوى ....دخلنا كليات متفرقه وأبعدتنا الدنيا عن بعضنا ...ولكنى لا أزال أذكر تلك الإنسانه التى أحببتها وكان أول حب فى حياتى وأردت أن أهديها ولكن دون جدوى فحال بيننا ترك الصلاه
فقد برأت منها لدينى فهى لا تنفع كزوجه مستقبليه ولم أرد أن العب واتسلى ولا وألف لا
إذا فهو الفراق..
أفقت على صراخ أحد الماره فقد اصدمت به
اعتذرت له وأفقت من غفلتى وعدت إلى المعرض المكشوف حيث زملائى بعد رحله فى ردهات عقلى الاواعى استغرقت 4 دقائق هى مده الأغنيه
(إنك لا تهدى الأحبه والله يهدى من يشاء)
النهايه