Kollia Online Forums
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول





 

 مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
avatar



مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة   مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة I_icon10السبت 12 يناير 2008, 1:58 am

د.إسلام طعيمة
|مشرف|
مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Stars8
مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة 626-68


العمر : 22
سجّل في : 09 مارس 2007
رسالات : 185
محل الاقامة : المنوفية
الوظيفة : طبيب




مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Icon_minipostموضوع: مذكــرات داعــيــــة مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Icon_minitimeأمس في 1:17 pm مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Ektbs10 مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Edit10 مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Hazf10 مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Empty مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Report10 مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Icon_lock_report



بسم الله الرحمن الرحيم


إن من أعسرِ اللحظاتِ التي يمرُّ بها الداعية تلكَ التي يشعرُ فيها أنه يصرخُ في بيداءَ فسيحةِ الأرجاءِ يتردّدُ فيها صوتُهُ بلا مستجيب ... وأنَّه لا يكادُ يلتفتُ يَمنةً أو يَسرةً فيرى من أمورِ الإسلامِ أمراً إلا وقد اعتراهُ المسخُ أو قَلاهُ المسلمون ونبذوه ... المنكرُ صار معروفاً ... باتَ المعروفُ منكراً ... فيقتلُهُ شعورٌ بالغربةِ الموحشةِ ... ولكنها غربةٌ من نوعٍ عجيب ... إنه في بلدِهِ وبين أهلِهِ وذويهِ غريبٌ ... فيربتُ الشيطانُ وقتها على كتفيه قائلاً: هوِّن عليك ! إنك في الرمادِ تنفخُ وفي الأمواتِ تصرخ ... دعك من هذا ... ذَرهُم وشأنهم وأقبِل على شأنِك .. ألا ترى ما بك فعلوه وعنك قالوه ؟! ... فتلاقي كلماتُهُ هوىً في نفسِ المسكين ... يدبُّ اليأس بقلبِهِ ويبدِّدُ عزيمتَهُ ... فيتخلَّى -في النهايةِ- عن دعوتِهِ.

فإليه أقدِّم اليوم هذا المقال , وبه أدرجتُ مشهدين مما مرَّ بي في رحلةِ الدعوة ليكونَ منهما على يقينٍ أنه ليس شريداً غريباً ... وليس للأمرِ هذا الوجهُ الوحيدُ البائس الذي يظنّ ... فليس الناسُ جميعاً على قلبِ رجلٍ واحدٍ ... منهم من يقبلُ دعوتك ومنهم من في وجهك يردُّها ... فكُن من ذلك على بيِّنةٍ ووطِّن عليه نفسَك ... ثمَّ احتسب عند الله أجرك ... فإنَّ من خالط الناس وأذاهم احتمَلَ لَمثوبٌ عند ربِّهِ جلَّ وعلا.

أما الأول ففى أحدِ المنازل
... ألفيتُهُ يتكلَّمُ في شرعِ ربِّهِ بلا علم ... ويُطلقُ لسانُهُ من الفتاوى الطائشةُِ يميناً ويساراً ما يمُجُّهُ مبتدئٌ في طلبِ العلم ! ... فقرَّرتُ أن أحتسب , واستجمعتُ عِلمِي وخُلُقي فرددتُ عليه بالرفقِ الذي ما كان في شيءٍ إلا زانه وما نُزِعَ من شيءٍ إلا شانه ... فكان ما لم أكن وقتها أحسبُهُ .. رأيتُ رجلاً يرمقني بنظرةٍ مِلؤها الإستهجانُ ... ومن قسماتِ وجهِهِ تنضحُ أماراتُ الإستخفافِ ... على شفتيه ترتسمُ ابتسامةٌ ساخرةٌ تنطلقُ كسهمٍ مسمومٍ إلى مناطِ قلبي ... ولسانُ حالِهِ يكادُ ينطِق: عجباً لكَ أيها الشاب الحَدَث ! أأنت تُعلِّمنا ما خَفِيَ علينا من أمرِ ديننا ؟! ... لقد كنتَ بمهدِك الصغيرِ تعبثُ وكنَّا رجالاً نُديرُ أعمالنا ونصقُلُ آمالنا ! ... ولولا التزامُ الصدقِ لأقسمتُ لكم بالله -غير حانث- أن مِثلَ هذا لم يرَ في حياتِهِ كتاباً شرعياً فضلاً عن أن يدرُسُه ! ... ولكنه الكِبْرُ ... إنه يأنفُ أن يكون مِثلي لمثلِهِ مرشداً وأنا من أنا ... وهو من هو ... ربما جالَ بخُلدِهِ -وقتها- أنني لا أدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ , فظنَّني ببغاءً أكرِّرُ في مهارةٍ ما ألقاهُ على مسامعي بعضُ المتحذلقين ... ولا يعلم كم بذلنا من وقتٍ وجهدٍ في تحصيلِ علومِ الشرعِ ... ربما لأنه لا يدري ... وربما لأنه لا يريدُ حتى أن يدري ! ... ولو تحلَّى بيسيرٍ من الصبرِ وأعارَ كُليماتي سمعاُ وقلباً لأدرك من أي الطائفتين أنا ... ولو بعينِ الإنصافِ نَظَر لأيقن أن ما رماني بهِ -في نفسِهِ- وانسلَّ إنما هو داؤهُ هو , ولكنه عنه غافل ! ... إنه الكِبْرُ ممزوجاً بالعَجَلةِ.

وعلى النقيضِ مما أسلفتُ ذكراً يبرزُ مشهدٌ آخر
... أصلِّي العشاءَ بأحدِ المساجد ... وعن يميني يجلسُ رجلٌ وقورٌ قد اشتعلَ جلُّ رأسِهِ شيباً ... فوقعَ منِّي أن أتيتُ في الصلاةِ فِعلاً بَدَا لهُ -بعضَ الشيءِ- خلافاً لما ألِفَهُ وجَرَت به عادتُه ... فانتظرَ حتى أتممتُ صلاتي , ثم أسرَّ إليَّ بأدبٍ وافرٍ قلَّ أن تجدَ له في هذا الزمانِ مثيلاً ... همَسَ بأذني قائلاً: أي بنيّ ما حمَلَك على ما صنعت ؟!
والحقُّ أني في عينيهِ رأيتُ صِدقاً صافياً , ورغبةً في الحقِّ تنقطِعُ عن النظيرِ رُغم الفارقِ الشاسع الذي يفصلُ أعمارنا والذي يجاوزُ الأعوامَ الثلاثين !
... فانفرج لساني في أدبٍ مماثلٍ ... وافصحتُ له عن حُجَّتي والتي لحظتُها في عينيه تبدو ناصعةَ البياضِ ... فهزَّ رأسهُ في أدبٍ جمٍّ زانهُ وقارٌ جميلٌ ... ثم شكَرَ لي صنيعي !
لقد قمتُ عن هذا الرجلِ وفي عينيَّ يعظمُ قدرُهُ , وبقلبي تعلو مكانتُهُ
... فما صادفتُهُ بعدها بمسجدٍ أو طريقٍ إلا ابتدرتُهُ بالمصافحةِ والسؤال ... رغم أني -في الأصلِ- لا أعرفهُ ولا يعرفني ... ولكن ... قد ربَطَ بيننا -بعدَ أخوَّةِ الإسلامِ- رباطٌ وثيقٌ ... إنه ... حُسنُ الخُلُقِ.

بقلم / إسلام طعيمة
تحريراُ في 9 من يناير 2008
للمقال متابعة بيد أنَّ هذا ما سمحَ وقتي بتحريرِهِ , نسأل الله العون والثبات
...
_________________
عن كعب بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:

"إن المؤمنَ ليجاهدُ بسيفِهِ ولسانِهِ, والذي نفسي بيده لكأنما ترموهم به نضحُ النبل"

أورده ابن عبد البر في "الإستيعاب" وصححه الألباني في المشكاة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة   مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة I_icon10السبت 12 يناير 2008, 2:01 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات داعية ...د.إسلام طعيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Kollia Online Forums ::   :: المواضيع المميزة-
انتقل الى: