بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فإني أعجبُ غاية العجب من دعوى إسلام البحيري أن "دخول الجنة ليس قاصرًا على المسلمين فقط" ! يريد أن عامة الكفار سيدخلون الجنة إلا كفار قريش الذين كانوا في عهد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" كما يزعم !! .. ولن استعرض من أدلة الشرع ما يردُّ هذا الهراء, فبطلانه يغني عن إبطالِهِ, والمقام لا يتسع, ولكني أسألُه سؤالاً ثم أعقِّب: لماذا إذاً أنزلَ الله الكتب وأرسلَ الرُسُل وكلفهم بالبلاغ والدعوة إلى دينِهِ, فاحتملوا في سبيلِ ذلك المشاق وقاتلوا من كفر به لتكون كلمة الله هي العليا, وأمر البشر بطاعتِهِ ونهاهم عن معصيته, وخلق الجنة لمن أطاعه والنار لمن عصاه, لماذا فعل الله عز وجلَّ هذا كلَّه إذا كان الكافر في نهاية المطاف سيدخلُ الجنة مع المسلم جنباً إلى جنب ؟!! فيستوي متبع الرسول بمن كذَّبهُ ورفض دعوته؟! .. ويستوي عابد الحجر والشجر والبقر والبشر بعابد الله الذي خلقهم ورزقهم ؟!! .. ويستوي من سبَّ الله -عز وجل- ومن نسب له الصاحبة والولد بمن عبد الله الواحد الأحد ؟!! ويستوي من كفر بالطاغوت بمن عبده وأخلص له العبادة ..؟!!! أيُّ دينٍ هذا الذي يدعو إليه هذا البحيري؟ وأيُّ عقلٍ هذا الذي يتمسّحُ به ؟!
ولا شك من اعتقد أن الكافر يدخل الجنة مع المسلم فهو مرتدٌّ مكذبٌ لله ورسولِهِ .. لكن بخصوص هذا البحيري فأمره لأهل العلم إذ لابد من تحقق شروط وانتفاء موانع للحكم عليه بما يستحقه ... وإنا لله وإنا إليه راجعون